أكتشف بنفسك : الصفحة الرئيسية > تبادُل > علم الفلك والفضاء > سؤال/ جواب
طرق الملاحظة والتحليل لتصورات التلاميذ في علم الفلك
١٤/٠١/٢٠٠٠
تاريخ
 
سؤال من
 

إنني حالة أتدرب في IUFM بالسنة الثانية وأقوم بعمل مع المرحلة الثالثة في علم الفلك. وأحاول تناول طرق ملاحظة وتحليل تصورات التلاميذ. وبعد قراآتي تبين لي عدم وجود أدوات عملية لتحليل مختلف مستويات التصورات والعوائق التي يتعرض لها التلاميذ. وإنني لا أدعي إدراج تقنيات فعالة حيث أنني ليس لدي المهارة بعد ولا الخبرة المطلوبة. فهل يمكنكم تقديم بعض المراجع الببليوجرافية أو غيرها من البيانات التي قد يبدو لكم مهمة للبدء في عملي.

 

 
 
٢٤/٠١/٢٠٠٠
تاريخ
 
إجابة من
 

فيما يتعلق بالموضوع الذي يشغلكم، سوف تجدون بعض عناصر التحليل في فصل "تصورات وعقبات التعلم" في كتاب Astolfi, Peterfavli, Vérin عند Retz: "كيف يتعلم التلاميذ العلوم". فعملية تحليل التصورات طموح جداً. إذا كان التصور موضوع الدراسة على هيئة كلمات أو أشكال تعبر مادياً عن أفكار صانعها (كما هو الحال تقريباً بالنسبة لصورة منظر طبيعي)، فهي ليست الترجمة المباشرة حيث ترتبط أساساً بظروف "الرؤية". وقطعاً تجميع التصورات أمر شيق جداً ولكن لم يتم ذلك؟ بعض الأفكار المتعلقة بالموضوع في علم الفلك: فالتصورات الموجودة تكون أحياناً غير واضحة، يعتقد المعلمون دائماً أن الخطوة الأولى من خطوات البحث هي تجميع التصورات (وغالباً ما يكون التعبير غير مفهوم، حيث يجب البدء بالتصورات). فعلى سبيل المثال، يجب البدء بسلسلة عن القمر عن طريق مناقشة جماعية (فكرة استثارة الذهن) حول "ما نعرفه عن القمر" مع تدوين كل الأفكار الصادرة شيئاً فشيئاً على السبورة لنصل إلى قائمة من الأفكار ليس لها قيمة التصورات، فالصورة غير واضحة نظراً لأن المجموعة تقدم صورة تشبه أجزاء من الأفكار. كما أن التعبير الشفهي انتقائي جداً. كما أن الموضوع المراد تجميع التصورات بشأنه أيضاً غير محدد. وهنا، يظهر القمر على أنه شيء لا يتمتع بأهمية فيزيائية كبرى ويرتبط بشدة بالخيال. غير أن هذه المرحلة، حتى وإن لم نتمكن فيها من تجميع التصورات، إلا أنها لا تزال مهمة حيث يمكنها إثارة التساؤلات: متى؟ كيف؟ ولماذا يغير القمر من شكله؟ مصادر التصورات المختلفة: ولنأخذ مثال محدد، في فصل بالمرحلة الثالثة، قامت إحدى المعلمات بعد القيام ببعض التبادلات غير التقليدية عن القمر بواسطة أدوات مساعدة مختلفة مثل الجداول والقصائد الشعرية والألبومات وضعت قوائم من الأسئلة يطرحها التلاميذ عن القمر. وتصنف تلك الأسئلة وفق ثلاث فئات: "كيف ولماذا ومتى يغير القمر من شكله؟". ثم تدعوهم للعمل في مجموعات لتفسير حقيقة أن "يغير القمر من شكله". وتتمثل تفسيرات المجموعات المختلفة فيما يلي: في أثناء الليل، يزداد حجم القمر تدريجياً قبل أن يصغر. وتحجب السحب القمر. يتقدم الليل ليحجب القمر وترسل الأرض ظلها على القمر ويرجع ذلك لمكان القمر والأرض. ويرى البعض أن القمر هو نجم الليل، ويعطي البعض الآخر تفسيراً مشابهاً وفق ما يعرفونه عن الشمس (عندما تغطي السحب الشمس، فإنها تختفي) ويستخدم البعض الآخر معارف اكتسبوها من مختلف وسائل الإعلام (ولكنها معلومات غير مكتملة يجب إعادة تنظيمها). فمنذ كسوف ١١ أغسطس يحتفظ التلاميذ ببعض الصور في ذاكرتهم، يجب حثهم لإعادة تنظيم تلك النماذج لتفسير أوجه القمر مع الاعتماد على حقائق الملاحظة). ويدرك البعض الخلط بين ما يلاحظونه في الحياة اليومية وبين ما يجمعونه من معلومات من هنا وهناك. وبصفة عامة، لكل تصور طبيعته المنطقية ولا يمكننا سوى تفسيرها الأمر الذي يفسر ضيق أفق تحليلها. ومع ذلك، عندما يقوم المعلم بتجميعها، فإن ذلك يمثل له دليل للحركة. التصورات كدليل للحركة بالنسبة للمعلم: بصفة عامة، تتهاوى بعض التصورات فوراً عقب أحد المناقشات بشرط تعقيب التلاميذ. والبعض الآخر يعاد النظر فيه مع ضرورة الملاحظة وإيجاد المشكلة لحلها: وهكذا، "السحب التي هي القمر" تثير آراء مثل: "نعم، ولكنني لاحظت بالفعل القمر في يوم بدون سحب ولم يكن مكتملاً". كما يوجد ردود أفعال من بعض التلاميذ الآخرين، خاصة ممن يرون أن القمر هو نجم الليل: "كلا، ليس ذلك ممكناً، فالقمر يختفي نهاراً". ومن هنا تظهر ضرورة الملاحظة لتحديد السؤال "كيف ومتى يغير القمر من شكله؟". ونظراً لطول فترة الملاحظة وغالباً غير حاسمة، قد يفضل استكمالها بالإطلاع على أحد الوثائق (تقويم بسيط)، ثم تقويم فلكي للبريد على سبيل المثال لتحديد الأفكار، لا يظهر القمر كل يوم في نفس الوقت، ويتغير شكله طوال فترة الإقمار (٢٩ يوم). ولا تؤدي المعلومات التي تشتمل عليها الوثائق على قطع المناقشات بل تجعلها أكثر نشاطاً وتسمح بتنظيم (حول المدة، تقسيم المهام) الملاحظات للتحقق من مختلف جوانب الوثيقة. ثم نتطرق لتساؤل "لماذا"، هناك بعض العقبات التي يجب تجنبها: -ربط التلاميذ بتصوراتهم الخاصة، فكما رأينا من هذا المثال، إذا كانت التصورات تمثل قاعدة للمعلم ينطلق منها عن طريق فتح باب النقاش حول بعض الموضوعات ليسمح للفصل بطرح التساؤلات واكتشاف المشاكل وطرق حلها وأيضاً إعداد نظام لمعالجة تلك المشاكل، إلا أن ذلك الأسلوب ليس الوحيد ولا يعد في أي حال من الأحوال نموذجاً للعمل واجب الإتباع أياً كان موضوع الدراسة. غير أن الاستراتيجية التي تتمثل في إعداد مجموعات ذات آراء متقاربة تقوم على أساس التصورات المقدمة تؤدي قطعاً وبسرعة إلى الوقوع في مشاكل بسبب التأقلم التام مع موضوع الدراسة (هنا، ملاحظة القمر). –إعادة اكتشاف كل شيء، الأمر الذي لا يمكن تنفيذه بصورة فردية. فبالنسبة لعلم الفلك، يعلم التلاميذ أن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس. غير أنهم يجهلون نتائج ذلك. لذا يجب تناول تلك العلاقة. (إلام ترجع ظاهرة تعاقب الليل والنهار: دوران الأرض أم الدورة حول الشمس أو كلاهما؟ لذا يجب توظيف الماكيت والقص واللصق والقيام بالمحاولات واكتشاف المصاعب لاستخلاص النتائج ومواجهة النقاش التاريخي على هذا النحو). وتقوي الملاحظة في علم الفلك ظهور العقبات: فيما يتعلق مثلاً بظاهرة الليل والنهار، يهمل بعض المعلمين مرحلة الملاحظة خوفاً من تقوية التصورات الخاطئة. ومع ذلك فالأمر هنا يتعلق بحقيقة فعلية، فالشمس تشرق من الشرق (ليس دائماً عند الشرق) وترتفع في السماء وتبلغ ذروتها (وليس السمت) عند الظهر الشمسي ثم تعاود النزول وتغرب عند الغرب. فهذه الحقيقة المهمة يجب اكتشافها في الحياة اليومية واعتماداً على تلك الحقيقة سوف نختبر مختلف النماذج التفسيرية لمحاولة شرح دورة الشمس في السماء. العقبات: هناك بعض التصورات التي تمثل مشاكل فعلية، والدليل أن بعض الكبار لا يمكنهم بعد التوصل إلى فكرة الفصول هل ترجع إلى تقارب أم تباعد الشمس عن الأرض (نعم، ولكن الأرض تقترب إلى أقصى حد من الشمس عند بداية يناير) ويجب أن تتجه رؤوس ساكني نصف الكرة الجنوبي للأسفل، وماذا عن المحيطات، ألا تفرغ تلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي بالذات؟ وترتبط تلك العقبات بطرق تمثيل الأرض بالنماذج، فيتم تمثيل الأرض على أنها كوكب يوضع على الأرض ومن هنا يأتي الانطباع أن لتلك الأرض أعلى وأسفل وعموداً رأسياً يشير إلى المكان المحدد. وفي النهاية لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع، يمكنكم قطعاً قراءة رسالة ايلين مرل Hélène Merle أو كتاب Ronaldo, CDDP de Haute Savoie رونالدو. حظ سعيد في عملكم.

 
 
أدوات
© اكتشف بنفسك ٢٠٢٤